الأحد، 24 نوفمبر 2013

دهشة



دهشة طفل
اندهش الطفل الصغير
من هذا الصوت الذي سمعه لأول مرة 
يداعب أذنه حينما وضع ساعة أبيه الكبيرة 
على أذنه المنمنمة؛ 
فدقاتها المتلاحقة كانت حقا مثيرة لفضوله,
 وما كان منه إلا أن فغر فاه 
وحدق بعينيه الصغيرتين في حيرة طفولية ساذجة..
وراح ينظر إلى الساعة تارة 
ويضعها على أذنه تارة أخرى 
محاولا استكشاف هذا السر العجيب, 
متسائلا في نفسه: ترى!
ما هذا الصوت المنبعث من ساعة أبي؟!!
ولما لم يجد الصغير لسؤاله إجابة عند نفسه
 طار في خفة لأبيه لعله يجد لديه الخبر اليقين
الذي به يشتفي من إلحاح تساؤلاته,
وقال لأبيه: يا أبي,
 استمع لهذا الصوت الذي وجدته في ساعتك.
 يا أبي ما هذا الذي بداخلها؟
فجاءت إجابة الأب على قدر ما هي بسيطة
إلا أنها كانت مفاجأة للصغير؛
حيث قال له أبوه "يا بني:
هذه سوسة تأكل في عمرنا!"..
انتهت القصة
ينبغي لمن بلغ عمره ربع قرن من الزمن
 أو أقل أو أكثر - أن يتسائل:
 أين ذهب مني ربع قرن؟؟؟
وهل بقى لي مثله فأعوض فيه ما فاتني ؟؟؟
فإن ربع قرن في حياة الزمن
 لا قيمة لها تذكر,
ولكنها لي قد تكون نصف عمري
أو ثلثاه أو عمري كله ..
حسنا سأعمل من الآن وحتى ألقى ربي
لعل العمل الذي فيه نجاتي لم آته بعد ..
سأعمل ما ينفعني غدا عند ربي
 قبل أن تأتي السوسة على ما تبقى من أجلي ...
قال تعالى
 { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }
 يعني الموت


 
روي ان رجلا جلس تحت اشجار من النخيل
 ثم استلقى على ظهره
فاذا به يرى عصفورا 
يحمل في فمه ثمرة من نخلة مثمرة الى اخرى 
غير مثمرة !!!
ثم راى هذا العمل يتكرر فعجب لذلك
وقال في نفسه :
لأصعدن هذه النخلة لأتبين الأمر
فصعد فاذا به يرى داخل سعف النخلة ..
 حية عمياء فاتحة فمها
والعصفور يلقي بالثمر في فمها!!
فقال :صدق الله حيث يقول :
 
و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها




درس في اللغة العربيّة ...
*
مهما أحسست "بالكسرة"
أترك في قلبك " فتحة "
ليدخل منها الأمل و التفاؤل ..
لا ترضى أن تكون "مجروراً" لأحد
 مهما كان منك قريب ..
و كن دائما "مرفوع الرأس"
لا تثق بكلّ من ابتسم لك إلاّ إذا كان يستحق ..
و انتبه .. !! " لأدوات النصب " ..
اشتغل و احلم و تحدى ..
و لا تترك مستقبلك "مبني للمجهول " ..
لا تتردّد في التعبير على مشاعرك ..
فالمشاعر بعد آوانها تصبح
"ممنوعة من الصرف".



 
القروش الأربعة
خرج احد الملوك يتنزه فرأى فلاحاً
يحرث الأرض و هو مسرور يغني
في نشاط و ابتهاج :
 فسأله الملك و قال له
ايها الرجل أراك مسرورا بعملك في هذه الأرض 
فهل هي أرضك؟
فقال الفلاح :
 لا يا سيدي إنني أعمل فيها بالأجرة
قال الملك :
و كم تأخذ من الأجر على هذا التعب ؟
قال الفلاح :
 أربعة قروش كل يوم
قال الملك : و هل تكفيك
قال الفلاح :
نعم تكفيني و تزيد ،
 قرش اصرفه على عيشي ،
و قرش أسدد به ديني ،
وقرش اسلفه لغيري ،
 و قرش انفقه في سبيل الله .
قال الملك هذا لغز لا افهمه
قال الفلاح :
 أنا اشرح لك يا سيدي :
 أما القرش الذي أصرفه على عيشي
فهو قرش أعيش منه أنا و زوجتي.
و أما القرش الذي أسدد به ديني
فهو قرش انفقه على أبي و أمي ،
 فقد ربياني صغيرا
 و أنفقا عليا و انا محتاج و هما الان كبيران
 لا يقدران على العمل.
و أما القرش الذي اسلفه لغيري
 فهو قرش انفقه على أولادي ،
 اربيهم و اطعمهم و أكسوهم
حتى إذا كبروا فهم يردون الينا السلف حين نكبر.
أما القرش الذي انفقه في سبيل الله
فهو قرش انفقه على اختين مريضتين .
فقال الملك احسنت يا رجل
و ترك له مبلغ من المال
و تركه و هو متعجب من حكمة
 رجل بسيط






ليست هناك تعليقات: