الأحد، 25 مايو 2014

من عدل عمر الفاروق رضي الله عنه



 
||قصص من عدل عمر الفاروق رضي الله عنهـ ||
لم يكن لى ثوب غيرة

امتلأ المسجد عن آخره ,
 وبدأ الناس يتبادلون النظرات المتسائلة فى صمت :
 لماذا تأخر أمير المؤمنين , وأين هو الأن ؟
وبعد لحظات دخل عمر رضى الله عنه المسجد ,
 وصعد المنبر , وأقبل على الناس متعذرا :
إنما حبسنى غسل ثوبى هذا كان يغتسل ,
ولم يكن لى ثوب غيره.



عَـــدالة عمر بن الخطابَ رضـــي الله عنــه
لما نزلت بالمسلمين شدة أيام خلافة الفاروق رضي الله عنه وارضاه
كان طعام عمر الزيت وكان مداوماً على أكل الزيت حتى اصفر وجهه 
الذي كان كقطعة القمر حتى صارت بطنه تحدث أصواتاً
 فكان يقول لبطنه صوتي او لا تصوتي لن تذوقي اللحم 
حتى يشبع أطفال المسلمين 





فطنــــة جرير
تربع عمر بن الخطاب رضى الله عنه على أسفل جدار صغير 
وحوله هالة من أصحابة ، تنساب الكلمات من أفواههم , 
حاملة العظة والطرفة , وبينما هم كذلك ارتفعت بينهم رائحة كريهة .
فقال عمر رضى الله عنه :
 عزمت على صاحب هذه الريح أن يقوم فيتوضأ .
تبادل القوم النظرات , وأحسوا بالحرج ,
 فقال جرير بن عبد الله رضى الله عنه 
 ياأمير المؤمنين نتوضأجميعا ...
 أراد بذلك أن لايعرف من الذى أخرج الريح , فلا يصاب بالحرج .
ابتسم عمر بن الخطاب رضى الله عنه قائلا :
 رحمك الله !! نعم السيد كنت فى الجاهلية , 
نعم السيد أنت فى الإسلام .



لو ملتَ لعدلناك
عند مشربة بن حارثة
 رأى عمر بن الخطاب محمد بن سلمة رضى الله عنهما ,
 وكان رجلا لايخشى فى الله شيئا , ويقول الحق و ولو كان فيه موته .
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : كيف ترانى يامحمد ؟
قال محمد بن سلمة رضى الله عنه :
 أراك كما أحب , وكما يحب من يحب لك الخير ,  
أراك قويا على جمع المال , عفيفا عنه , عدلا فى قسمه ,
 ولو ملت لعدلناك كما يعدك السهم فى الثقاب .
فقال عمر رضى الله عنه فرحا : 
الحمد لله الذى جعلنى فى قوم إذا ملت عدلونى  .
 

أتعبت من بعدكَ
فى شوارع المدينة , خرج عمر بن الخطاب رضى الله عنه
 يعدو فى عجل , فلقاه على بن أبى طالب رضى الله عنه قائلا :
 إلى أين ياأمير المؤمنين ؟
يجيبه عمر رضى الله عنه دون أن يتوقف :
 بعير أفلت من إبل الصدقة .
قلب على رضى الله عنه يديه قائلا : أتعبت من بعدك .
فقال عمر رضى الله عنه : 
والذى بعث محمدا بالحق ,
 لو أن عنزا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة .


فضل أسامة بن زيدَ رضي الله عنهـما
كان بوسع التاريخ أن يمر عليه سريعا كما مر على آلاف , 
بل ملايين غيره ,ولكنه توقف عنده ليضيف إليه صفحات خالدة ,
 مازال يرن صداها حتى اليوم 
 إنه أسامة بن زيد رضى الله عنهما .
فقد فرض له عمر بن الخطاب رضى الله عنه 
أكثر مما فرض لإبنه عبد الله رضى الله عنه .
فقال عبد الله رضى الله عنه : 
ياأبت فرضت لأسامة بن زيد أربعة آلاف , وفرضت لى ثلاثة آلاف ,
 وما كان لأبيه أكثر مما كان لك , وليس له من الفضل أكثر مما لى .
قال عمر رضى الله عنه : 
هيهات ...
 إن أباه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك ,
 وكان هو أحب إلى رسول الله منك .
فرضى عبد الله بن عمر رضى الله عنهما بما فرض له من عطاء .

 
 
عففتَ فعفواََ

لما وضع بين يدى عمر رضى الله عنه 
سيف كسرى ومنطقته وزبرجه قال :
 إن أقواما أدوا هذا لذووا أمانة .
فقال على بن أبى طالب رضى الله عنه
 الذى كان يجلس لجواره : إنك عففت فعفت الرعية .
 
 
الفارس والغنائم

هجعت الحرب , وخمدت قرقعة السيوف ,
 وتناثرت أشلاء القتلى ,
 وارتفعت راية الإيمان خفاقة تعلن نصر المسلمين ,
 فانطلق الأبطال يجمعون الغنائم التى ازدحمت بها ساحة المعركة .
وكان من بين هؤلاء الفرسان رجل مغوار لايشق له غبار ,
 أصاب من الأعداء خلقا كثيرا , 
فأعطاه أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه نصيبه ولم يوفه ,
 فأبى أن يأخذه إلا جميعه , لايترك منه خردلة , 
فضربه أبو موسى عشرين سوطا وحلق رأسه .
جمع الرجل شعره المتناثر على الأرض فى صرة , 
وذهب به إلى المدينة , 
فلما دخل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه
 أخرج الرجل شعره من جيبه , فضرب به صدر عمر رضى الله عنه .
فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : مالك ؟
فذكر الرجل قصته , ثار بركان الغضب الراقد فى صدر أمير المؤمنين ,
 فكتب إلى أبو موسى الأشعرى :
سلام عليك , أما بعد : فإن فلان بن فلان أخبرنى بكذا وكذا , 
وإنى أقسم عليك إن كنت فعلت مافعلت فى ملأ من الناس
 جلست له فى ملأ من الناس فاقتص منك ,
 وإن كنت فعلت مافعلت فى خلاء فاقعد له فى خلاء فليقتص منك .





الملكَ الهاربَ
أعلن جبلة بن الأيهم ملك غسان إسلامه ,
 ووفد على عمر بن الخطاب رضى الله عنه بأبهة الملك والسلطنة ,
 فتلقاه بالترحيب , وأنزله منزلة عظيمة .
وبينما كان جبلة بن الأيهم يطوف يوما بالبيت الحرام ,
 وطئ على إزاره المهيب أعرابى من بنى فزارة , فضربه على وجهه ,
 فشكاه الأعرابى إلى أمير المؤمنين الذى استدعى جبلة .
وقال فى حزم وعدل : إما أن ترضيه و وإما ان يضربك كما ضربته .
استعظم ذلك على جبلة بن الأيهم , وتولى كبرا , وقال فى زهو :
 ألا تفرقوا بين الملك والسوقة ؟!!
قال عمر رضى الله عنه : لا ... قد جمع بينكما الإسلام .
قال جبلة : إذن أتنصر , فقال عمر رضى الله عنه : ضربت عنقك !!
فلما رأى جبلة حزم عمر رضى الله عنه ,
 وصلابته , طلب منه فرصة إلى الغد 
, فأخذ قومة وفر هاربا تحت جنح الظلام إلى القسطنطينية 
ولحق بهرقل .
 

الشيخ التائبَ
ذات مساء , خرج الفاروق رضى الله عنه حاملا درته بين يديه
 يتبعه ابن مسعود رضى الله عنه ,
 فإذا هو بضوء نار , فأتاه حتى دخل دارا ,
 فإذا بشيخ اشتعل رأسه شيبا , جالس وبين يديه شراب وأمه تغنى ,
 فلم يشعر حتى هجم عليه عمر رضى الله عنه .
فقال : ما رأيت كالليلة منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله !!
رفع الرجل رأسه قائلا : ياأمير المؤمنين إن ماصنعته أنت أقبح ! 
تجسست , وقد نهيت عن التجسس , ودخلت بغير إذن .
قال عمر رضى الله عنه : صدقت .
ثم خرج تجهش عيناه بالبكاء ويقول فى حزن :
 ثكلت عمر أمه , إن لم يغفر له ربه , كان يستخفى به من أهله ,
 فيقول : الآن رآنى عمر فيتتابع فيه .
وهجر الشيخ مجلس عمر رضى الله عنه حينا ,
 فبينما عمر رضى الله عنه جالس فى ثلة من الناس
 إذا بالرجل قد جاء شبه المستخفى حتى جلس فى أخريات المجلس 
, فرآه عمر رضى الله عنه .
قال : على بهذا الشيخ .
فأتى فقيل له : أجب أمير المؤمنين .
قام الرجل , وقد تساوره خوف من عمر رضى الله عنه ,
 وأنه سيوقع به العذاب , بما رأى منه .
فقال عمر رضى الله عنه : أدنه منى ,
 فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه , والتقم أذنه هامسا :
 أما والذى بعث محمدا بالحق رسولا ماأخبرت أحدا من الناس
 بما رأيت منك , ولاابن مسعود فإنه كان معى .
قال الرجل فاغرا فاه : ياأمير المؤمنين أدن منى أذنك , 
فالتقم أذنه ,
 ولا أنا والذى بعث محمدا بالحق رسولا ماعدت إليه 
حتى جلست مجلسى هذا .
فرفع عمر رضى الله عنه صوته يكبر ,
 فما يدرى الناس من أى شئ يكبر .
أنطلق بنا إلى فلان
فقد عمر رضى الله عنه رجلا كان يغشى مجلسه مدة ,
 فخشى أن يكون قد أصابه مكروه ,
 فقال لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه :
 انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر .
فأتيا منزل الرجل , ووجدا بابه مفتوحا , وهو جالس , 
وامرأته تصب له فى الإناء شرابا .
همس عمر لابن عوف رضى الله عنهما : هذا الذى شغله عنا .
قال ابن عوف رضى الله عنه : ومايدريك مافى الإناء ؟
قال عمر رضى الله عنه طاردا ماتسرب إليه من الوساوس :
 أتخاف أن يكون هذا هو التجسس ؟
قال ابن عوف رضى الله عنه مؤكدا : بل هو التجسس .
قال عمر رضى الله عنه : ومالتوبة من هذا ؟
قال ابن عوف رضى الله عنه :
 لاتعلمه بما اطلعت عليه من أمره , ولايكونن فى نفسك إلا خيرا .
ثم انصرفا من حيث قدما .


يتسور بيتاَ

فى ساعة متأخرة من الليل , اتدفع عمر بن الخطاب رضى الله عنه
 فى شعاب المدينة , يهتك الظلام بخطوات ثابتة ,
 فسمع صوت رجل فى بيت يتغنى بكلمات ساقطة 
 فتسور عمر بن الخطاب رضى الله عنه البيت عليه .
وقال : ياعدو الله , أظننت أن الله يسترك وأنت فى معصية .
فقال الرجل : ياأمير المؤمنين لاتعجل على ,
 إن كنت عصيت الله واحدة , فقد عصيت الله فى ثلاث :
تجسست وقد قال تعالى :" ولاتجسسوا " , وتسور ت على
 وقال الله تعالى :" وأتوا البيوت من أبوابها " ,
 ودخلت بغير إذن وقال الله تعالى :
" لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ".
قال عمر رضى الله عنه : فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟!
قال الرجل : نعم .
فعفا عنه وخرج وتركه .





رجل تهتف بهـ النساء

فى هاجرة الليل , سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه امرأة ,
 وهى تهتف من خدرها :
هل من سبيل إلى خمر فأشربها أم هل سبيل إلى نصر بن حجـاج
إلى فتـى ماجـد الأعـراق مقتبـل سهـل المحيـا كريـم غيـر ملـجـاج
فقال عمر رضى الله عنه
 وقد بدت عليه علامات الغضب :
 لايكون معى رجل تهتف به النساء فى خدورهن , 
على بنصر بن حجاج .
وعندما قدم عليه نصر بن حجاج قص شعره ,
 فخرجت وجنتان كأنهما شقتا قمر , وأمره عمر رضى الله عنه
 أن يطوق رأسه بعمامه , ففعل .
ثم قال له : لاتساكننى ببلد أنا فيه
فبعثه عمر رضى الله عنه إلى البصرة .
خشيت المرأة التى سمعها عمر رضى الله عنه على نفسها ,
 فدست إليه أبياتا تقول فيها :
فبعث إليها عمر رضى الله عنه :
 قد بلغنى عنك خير , وإنى لم أخرجه من أجلك ,
 ولكن بلغنى أنه يدخل على النساء , فلست آمنهن 

 
 

ماذا تقول لربكَ
أطلق رجل حنجرته صائحا :
 ياأمير المؤمنين انطلق معى فأعدنى على فلان فإنه ظلمنى .
فرفع عمر رضى الله عنه الدرة فضرب بها رأس الرجل وقال :
 تدعون عمر وهو معرض لكم حتى إذا اشتغل بأمر من أمور المسلمين 
أتيتموه : أعدنى ... أعدنى .
وانصرف الرجل وهو يتذمر غيظا .
فقال عمر رضى الله عنه : على بالرجل .
فأعطاه الدره وقال له : امسك ... لتقتص منى .
قال الرجل : لا ولكن أدعها لله ولك .
فقال عمر رضى الله عنه :
 ليس كذلك , إما تدعها لله وإرادة ماعنده , أو تدعها لى فأعلم ذلك .
قال الرجل : أدعها لله .
فقال عمر رضى الله عنه : انصرف .
ثم ذهب عمر رضى الله عنه يمشى حتى دخل منزله , 
ونحن معه , فافتتح الصلاة , فصلى ركعتين و ثم جلس فقال :
يا ابن الخطاب ... كنت وضيعا فرفعك الله , وكنت ضالا فهداك الله ,
 وكنت ذليلا فأعزك الله , ثم حملك على رقاب المسلمين فجاء رجل يستعديك فضربته , ماتقول لربك غدا إذا أتيته .
قال الأحنف رضى الله عنه : 
فجعل عمر يعاتب نفسه معاتبة ظننت أنه من خير أهل الأرض .






ليست هناك تعليقات: