حوار بين الحجاج وبين غلام قمة في
البلاغة
قال الحجاج :
قال الحجاج :
أخبرني عمن خُلق من
الخشب ؟
والذي حُفظ بالخشب ؟
والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
الذي خلق من الخشب هي
الحية ..
خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛
والذي حفظ بالخشب نوح
عليه السلام؛؛
والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام
فقال الحجاج:
فقال الحجاج:
فأخبرني عمن خُلق من
الماء ؟
ومن نجا من الماء ؟
ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام:
فقال الغلام:
الذي خلق من الماء فهو
أبونا آدم عليه السلام؛؛
والذي نجا من الماء
موسى عليه السلام؛؛
والذي هلك بالماء فرعون
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
فأخبرني عمن خُلق من النار ؟
ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
الذي خُلق من النار إبليس؛؛
والذي نجا من النار
إبراهيم عليه السلام
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
فأخبرني عن أنهار
الجنة وعددها ؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
أنهار الجنة كثيرة لا
يعلم عددها إلا الله تعالى
كما قال في كتابه
العزيز ..
فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه
وأنهار من خمر لذة
للشاربين وأنهار من عسل مصفى...
وكلها تجري في محل
واحد لا يختلط بعضها ببعض
ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم
طعم عينه مالح
وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
إن أهل الجنة يأكلون
ويشربون ولا يتغوطون ..
فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
الجنين في بطن أمه يأكل
ويشرب ولا يتغوط
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
فما أول قطرة من دم
فقال الغلام : هي حيض حواء
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟
فقال الغلام : هي حيض حواء
فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟
والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
إن الله قسم العقل
عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال
وواحداً في النساء ؛؛
والإيمان عشرة تسعة في اليمن
وواحداً في بقية الدنيا؛؛
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛
والسخاء عشرة تسعة في
الرجال وواحداً في النساء؛؛
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية
العالم؛؛
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
فأخبرني ما يجب على
المسلم في السنة مرة ؟
فقال الغلام : صيام رمضان
فقال الحجاج :
فقال الغلام : صيام رمضان
فقال الحجاج :
وما يجب في العمر مرة
؟
فقال الغلام :
فقال الغلام :
الحج إلى بيت الله
الحرام من استطاع إليه سبيلا
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
فأخبرني عن أقرب شيء
إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة
ثم قال الحجاج:
فقال الغلام : الآخرة
ثم قال الحجاج:
سبحان الله يأتي
الحكمة من يشاء من عباده
ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا
الغلام
فقال الغلام : أنا أهل لذلك
فقال الحجاج :
فقال الغلام : أنا أهل لذلك
فقال الحجاج :
فمن أحق الناس
بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام :
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس
فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام :
أتسألني عن النساء وأنا
صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن
و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من
أمورهن؛؛
فبنت العشر سنين من
الحور العين؛؛
وبنت العشرين نزهة
للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم ؛؛
وبنت الأربعين شحم ولين؛؛
وبنت الخمسين بنات
وبنين؛؛
وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛
وبنت السبعين عجوز في
الغابرين؛؛
وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛
وبنت المائة من أصحاب الجحيم
فضحك الحجاج وقال:
فضحك الحجاج وقال:
أي النساء أحسن؟
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر
والنطق الفصيح التي يرتاح لها قلب وعقل رجل
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
أخبرني يا غلام عن
أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي
حيث يقول:ـــ
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني **
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي
حيث يقول:ـــ
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني **
قبل
العيال على عسر و إيسار*
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
أحسنت يا غلام وأجملت
وقد غمرتنا ببحر علمك
فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة
و جارية وسيف وفرس
وقال الحجاج في نفسه :
و جارية وسيف وفرس
وقال الحجاج في نفسه :
إن أخذ الفرس نجا وإن
أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له
ثم قال الحجاج :
ثم قال الحجاج :
خذ ما تريد يا غلام
فغمزته الجارية
وقالت : خذني أنا خير من الجميع ..
وقالت : خذني أنا خير من الجميع ..
فضحك
الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول
و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً ... أحــــب إلىّ مــما تــغــمـزني
أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي ... وطالت علتي لا تصحبينـــي
أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق ... وجار الدهر بي لا تنصريني
أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي ... تــمــيلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول :ــ
معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول...
و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً ... أحــــب إلىّ مــما تــغــمـزني
أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي ... وطالت علتي لا تصحبينـــي
أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق ... وجار الدهر بي لا تنصريني
أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي ... تــمــيلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول :ــ
معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول...
ولو قطعت شمالي مع
يميني
وأكتم سر زوجــي فــي ضميري ...
وأكتم سر زوجــي فــي ضميري ...
وأقـــنع باليسير وما
يــجيني
إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي ... ستــعــلم أنـــني خــير القرين
فقال الحجاج :
إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي ... ستــعــلم أنـــني خــير القرين
فقال الحجاج :
ويلك ألا تستحين
تغمزينه وتجاوبينه بالشعر
فقال الغلام :
فقال الغلام :
إن كنت تخيرني فإنني
أختار الفرس
أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
خذهم لا بارك الله لك
فيهم
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم
ولا جمعني بك مرة أخرى
ثم قال الغلام :
ثم قال الغلام :
من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج :
فأجابه الحجاج :
أخرج من ذاك الباب فهو
باب السلام
فقال الجلساء للحجاج :
فقال الجلساء للحجاج :
هذا جلف من أجلاف
العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك
فتدله على باب السلام
ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟
فقال الحجاج :
فقال الحجاج :
إنه استشارني
والمستشار مؤتمن
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه
وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق